الثلاثاء، 26 فبراير 2008

محاسن الباه

ذكر في كتاب محاسن الأضداد للجاحظ في فصل محاسن الباه ما حكي عن عالج، وهي جارية مكشوح، أنها حدثت مولاتها أنها كانت تغتسل كل يوم. فسألتها عن ذلك، فقالت: يا هذه! إنه يجب على المرأة ما يجب على الرجل بعد احتلامه.
قالت: أو تحتلمين؟ قالت: إنه لا تأتي علي ليلة لا أجامع فيها إلا وأحتلم. قالت: فكيف يكون ذلك؟ قالت: أرى كأن رجلاً يجامعني. ولقد رأيت ليلة كأني مررت بدكان أبي مالك الطحان وبغل له واقف قد أدلى، ورماني تحته، وأولجه، فاحتلمت؛ ثم انتبهت، وأنا أجد معكة في مراق بطني، ولذة في سويداء قلبي. وكان هذا البغل إذ أدلى حك الأرض برأس أيره، وضرب به في بطنه، فترى الغبار يتطاير عن يمينه وشماله.
قال: وكانت مهدية بنت جبير التغلبية تقول: ما في بطن الرجل بضعة أحب إلى المرأة من بضعة تناط بعقد الحالبين، ومنفرح الرجلين. حدثني جهمٌ قال. قلت لامرأة من كلب: ما أحب الأشياء من الرجال إلى النساء؟ قالت: ما يكثر الأعداد، ويزيد في الأولاد، حربة في غلاف تناط بحقوي رجل جاف، إذا غامس أوهى، وإذا جامع أنجى.
قال: وقال أبو ثمامة لامرأة من زبيد، وهي تبكي عند قبر من الميت: لم تبكين؟ قالت: كان يجمع بين حاجبي والساق، ويهزني هز الصارم الأعناق، والله لولا ما ذكرته لك، ما استهلت بالدموع عيناي، وقد كذبتك امرأة تبكي على زوجها لغير ما أعلمتك. قال: وركب الرشيد حماراً مصرياً، وطاف على جواريه، فقالت له واحدة: يا مولاي، ما أكثر ما تركب هذا الحمار! قال: لأنه يسب طيفور، قالت: فمن يسب طيفور يركب؟ قال: نعم. قالت: ففي حر أم طيفور. قال: فنزل ووقعها. وأنشد في مثله:
نظرت إليها حين مرت كأنها ... على ظهر عادي فتاةٌ من الجن
ولي نظرٌ لو كان يحبل، ناظرٌ ... بنظرته أنثى، لقد حبلت مني

ليست هناك تعليقات: